الكتاب الصغير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكتاب الصغير


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "من أعظم منك يا محمد؟!"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قلـ الجزائرـب
مديرة
مديرة
قلـ الجزائرـب


انثى
عدد الرسائل : 218
العمر : 31
اعلام الدول : "من أعظم منك يا محمد؟!" Female11
المهنة : "من أعظم منك يا محمد؟!" Studen10
االهواية : "من أعظم منك يا محمد؟!" Painti10
الاوسمة : "من أعظم منك يا محمد؟!" 0e27fb10
Personalized field : "من أعظم منك يا محمد؟!" 15781612
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

"من أعظم منك يا محمد؟!" Empty
مُساهمةموضوع: "من أعظم منك يا محمد؟!"   "من أعظم منك يا محمد؟!" Emptyالثلاثاء يونيو 10, 2008 4:51 pm

"من أعظم منك يا محمد؟!"
"لا أحد يستطيع أبداً أن يتطلع، عن قصد أو عن غير قصد، إلى بلوغ ما هو أسمى من ذلك الهدف. إنه هدف يتعدى الطاقة البشرية، ألا وهو تقويض الخرافات التي تجعل حجاباً بين الخالق والمخلوق، وإعادة صلة القرب المتبادل بين العبد وربه، ورد الاعتبار إلى النظرة العقلية لمقام الألوهية المقدس، وسط عالم فوضى الآلهة المشوهة التي اختلقتها ملة الإشراك.
لا يمكن لإنسان أن يقدم على مشروع يتعدى قوى البشر بأضعف الوسائل، وهو لا يعتمد في تصور مشروعه وإنجازه إلا على نفسه ورجال لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، يعيشون في منكب من الصحراء. ما أنجز أحد أبداً في هذا العالم ثورة عارمة دائبة، في مدة قياسية كهذه، إذ لم يمض قرنان بعد البعثة حتى أخضع الإسلام، بقوته ودعوته، أقاليم جزيرة العرب الثلاثة، وفتح بعقيدة التوحيد بلاد فارس، وخراسان، وما وراء النهر، والهند الغربية، وأراضي الحبشة، والشام، ومصر، وشمال القارة الأفريقية، ومجموعة من جزر البحر الأبيض المتوسط، وشبه الجزيرة الأيبرية، وطرفاً من فرنسا القديمة.
فإذا كان سمو المقصد، وضعف الوسائل، وضخامة النتائج، هي السمات الثلاث لعبقرية الرجال، فمن ذا الذي يتجاسر أن يقارن محمداً بأي عظيم من عظماء التاريخ؟
ذلك أن أكثر هؤلاء لم ينجح إلا في تحريك العساكر، أو تبديل القوانين، أو تغيير الممالك؛ وإذا كانوا قد أسسوا شيئاً، فلا تذكر لهم سوى صنائع ذات قوة مادية، تتهاوى غالباً قبل أن يموتوا.
أما هو فقد استنفر الجيوش، وجدد الشرائع، وزعزع الدول والشعوب، وحرك ملايين البشر فوق ثلث المعمورة، وزلزل الصوامع والبيع والأرباب والملل والنحل والنظريات والعقائد وهز الأرواح.
واعتمد على كتاب صار كل حرف منه دستوراً، وأسس دولة القيم الروحية فشملت شعوباً من كل الألسنة والألوان، وكتب في قلوب أهلها ــ بحروف لا تقبل الاندثار ــ كراهية عبادة الأصنام المصطنعة، ومحبة الإنابة إلى الواحد الأحد المنزه عن التجسيم.
ثم دفع حماسة أبناء ملته لأخذ الثأر من العابثين بالدين السماوي، فكان فتح ثلث المعمورة على عقيدة التوحيد انتصاراً معجزاً، ولكنه ليس في الحقيقة معجزة الإنسان، وإنما هو معجزة انتصار العقل.
كلمة التوحيد التي صدع بها ــ أمام معتقدي نظم سلالات الأرباب الأسطورية ــ كانت شعلتها حينما تنطلق من شفتيه تلهب معابد الأوثان البالية، وتضيء الأنوار على ثلث العالم. وإن سيرة حياته، وتأملاته الفكرية، وجرأته البطولية على تسفيه عبادة آلهة قومه، وشجاعته على مواجهة شرور المشركين، وصبره على أذاهم طوال خمس عشرة سنة في مكة، وتقبله لدور الخارج عن نظام الملأ، واستعداده لمواجهة مصير الضحية بين عشيرته، وهجرته، وعمله الدؤوب على تبليغ رسالته، وجهاده مع عدم تكافؤ القوى مع عدوه، ويقينه بالنصر النهائي، وثباته الخارق للعادة عند المصائب، وحلمه عندما تكون له الغلبة، والتزامه بالقيم الروحية، وعزوفه التام عن الملك، وابتهالاته التي لا تنقطع، ومناجاته لربه، ثم موته، وانتصاره وهو في قبره، ــ إن كل هذا يشهد أن هناك شيئاً يسمو على الافتراء، ألا وهو الإيمان، ذلك الإيمان الذي منحه  قوة تصحيح العقيدة، تلك العقيدة التي تستند إلى أمرين هما: التوحيد، ونفي التجسيم: أحدهما يثبت وجود البارئ، والثاني يثبت أن ليس كمثله شيء. أولهما يحطم الآلهة المختلفة بقوة السلاح، والثاني يبني القيم الروحية بقوة الكلمة.
إنه الحكيم، خطيب جوامع الكلم، الداعي إلى الله بإذنه، سراج التشريع.
إنه المجاهد، فاتح مغلق أبواب الفكر، باني صرح عقيدة قوامها العقل، وطريق عبادة مجردة من الصور والأشكال،مؤسس عشرين دولة ثابتة على الأرض، ودعائم دولة روحية فرعها في السماء. هذا هو محمد، فبكل المقاييس التي نزن بها عظمة الإنسان، فمن ذا الذي يكون أعظم منه؟".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"من أعظم منك يا محمد؟!"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكتاب الصغير :: الثالثة متوسط :: التربية الاسلامية-
انتقل الى: